.
.
.
.
.
.
.
.
.
..
..
.
هِيَ عودة، هذهِ الليلَة ..
.
إلى أحضان مَنزِلي الأرحبْ على الإطلاق،
المُدّثر بالغُبارِ هذهِ الليلَة ..
عودَة بتعبْ وإرهَاق جسيمَين ..
وأمورٌ تكالبت على بعضِها حتّى ما عُدْتُ أقوى على الالتفات إلاّ لتلكَ التي تستحِّق ..
.
.
مُتعبَةٌ جِداً،
كأّن سهماً غُرِزَ في صدري طيلَةَ الأيّام المُنصرمة،
أُدرِكُ للتّوِّ حجمَهُ وعمقه ..فأُحاولُ إخراجه !
.
.
مُتعبَة،
من إجهاد لأجِلِ نتائِجٍ لا تُبشِّرُ بالخير ..
ومن مواقفٌ عالقِة ومؤجّلة كثيراً، تزحَمُ عقلي ..
كنتُ ممتلئةً جِداً،
وعندمَا أفرغتُ ما ظنِنْتً أنني ممتَلئةً بهِِ، وجدْتُ نفسي ممتلئَةً
من موِقفٍ،
أو جُملٍ،
أو تصرُّف،
أو جدال !
.
.
.
مِنْ تلكِ المرأة
التي جلسَتْ على ناصِيةِ الشارعْ بثيابٍ سوداءْ، تنتظِرُ ابنها حتّى يخرُجَ من المستشفَى،
وعندما خرَجْ... كانت في يدهِ ورقةٌ صفراء ..
أعطاها لأمِّهِ ثم ركِبَ سيّارتَهُ سريعاً وانصرّف !
.
.
.
ممتلئِة من قاعَة الامتحانات، التي أُحبُّها قليلاً ..
وهيَ ترهِقُني بشّدة !
.
.
.
ممتلِئة جداً جداً
من تفكيِرهَا هيَ
ومن تفكيرهِ هُوَ
وحقيقةً أنّ الأمرَ لا يعنينِي بالدّرجة الأولى،
لكنِّي اسقُطُ حينَها إلى هُوّة الشُّرود ..
وإلى هُوَّةِ التفكير في نطاقٍ يستنفِذُ قوايَ دونَ أدنَى نتيجَة !
.
.
.
ممتلئة من نظراتٍ ...
وحكايات ..
وعباراتٍ مُبعثرة سقط سهواً، وما خلّفت وراءها إلا ناراً تضطرِمُ
.
.
.
مُخطئة أنا،
جِداً جِداً ...
بكثْرَةِ تفكيري،
من الأحمَق الذي قال أنّهُ من المُمكِنْ أن يعيشَ المرءُ يوماً وكأنّ ما كانتْ قبلُهُ أيّام ...
.
.
.
أنا لا أستطيع !!
.
.