.
.
.
للمَطرْ الهاطِل هذا الصّباح،...
.
.
.
.
أنعشْتَ قلوباً انتظَرتكَ طويلاً
أنعشتَ أرضاً استفْحَلَ الجفافُ فيها ..
أنعشتَ قُلوب الأطفال الذينَ خرجوا يركُضونَ عاريِي الأقدام ..
أنعشتَ الزّهرَ والعُشب .... الطّينَ والجُدران ...
.
.
.
أيّها المَطر ..
لقدْ مَسحتَ على الضبّاب والبؤس،
على السَماء الكئيبة،
على الغُبار العنيد،
على الوجُوه الممتَعِضة
وأبدلتَها بابتساماتٍ وفرحةٍ عامرة ...
.
.
أيُّ شيٍْ تُراك؟
كيفَ تبعثُ الراحة والفرَحة في الجميع؟
..
.
أ لأنّكَ تسقِطُ من السماء؟
أأنتَ كما قال علوان :" إن بعضَ البشر يحتاجونَ إليه كثيراً، ليس للحياةِ فحسب،
ولكن لطبيعتهِ الإنهماريّة التي توقِظُ في أعماقهم كوامِنَ الرغبة في السقوط الطويـــل إلى هاوية آمنة،
كما يفعلُ المطر"
هلْ جميعُنا يُحبّ ويُدرك هذهِ الهاوية الآمِنة؟
هل الجَميع تنبُتُ فيهُم كوامِنْ هذهِ الرّغبة؟
.
.
فقط ..
ما يُمكِنُهُ فقط أن يُسِكنَ هذهِ التساؤلاتْ ... أنّها من عبقّري جبّار، جَبلَنا على محّبةِ هذا الرّسمْ الجميل للكون ...
والذي يُدعى "مَطَرْ"
وليَبقَى ... لِيبقَى ما فِيه ..
من غُموضٍ وجمالٍ وعمقٌ وعّذوبة
وكأننّا نحنُ من يخرُج من السّجنْ.. لا هُو ...
.